
باريس ضد توتنهام | ضباب لندن لم يمنع إنريكي من صنع المعجزات في ليلة السوبر.. ودوناروما أمام تحذير مبابي!
العلم الفرنسي يزين قائمة أبطال السوبر لأول مرة
بهدوء وثبات، نجح الإسباني لويس إنريكي في إنقاذ صورة باريس سان جيرمان داخل القارة الأوروبية، بعدما قلب الطاولة على توتنهام الإنجليزي ليخطف لقب كأس السوبر الأوروبي مساء الأربعاء، على ملعب “بلو إنيرجي” في شمال إيطاليا، رغم التأخر في النتيجة.
بطل دوري أبطال أوروبا كان قريبًا من السقوط أمام بطل الدوري الأوروبي، حين وجد نفسه متأخرًا بهدفين نظيفين، لكنه سجل هدفين متأخرين ليجبر المباراة على ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية للفريق الفرنسي.
أما توتنهام، فقد عاش أجواء حلم رائع استمر حتى اللحظات الأخيرة، حين تقدم بثنائية مدافعيه فان دي فين وروميرو، لكن البديلين لي كانج وجونتشالو راموس، اللذان دفع بهما إنريكي، قلبا الموازين وأعادا المباراة للتعادل قبل صافرة النهاية بثوانٍ.
باريس من حافة الكارثة إلى لحظة المجد
باريس سان جيرمان أضاف اللقب الأوروبي القاري الثاني في تاريخه بعد نحو شهرين ونصف من تتويجه بدوري الأبطال، ليحوّل ليلة جماهيره من قلق شديد إلى احتفالات صاخبة في شوارع العاصمة.
المباراة جاءت بسيناريو درامي ذكّر جماهير باريس بكارثة نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي قبل شهر، حين خسروا بثلاثية أمام نادٍ لندني آخر.
اللقاء انقسم فعليًا إلى مرحلتين: الأولى 60 دقيقة بسيطرة إنجليزية كاملة ترجمها توتنهام لهدفين، والثانية 40 دقيقة قلب فيها إنريكي الطاولة بفضل تبديلات حاسمة صنعت ريمونتادا تاريخية.
في الشوط الأول، بدا باريس تائهًا في الملعب، وارتكب لاعبوه كل أنواع الأخطاء، حيث ظهر كفاراتسيخليا وديمبلي ودوي بعيدين عن مستواهم، ونونو مينديش كان الأسوأ، وحتى فيتينيا كان محاصرًا من ثنائي وسط توتنهام بالينيا وبابي سار.
أما في النصف الثاني، فقد غيّر إنريكي شكل اللقاء بإشراك فابيان رويز ولي كانج إن وجونتشالو راموس، الثلاثي الذي قلب مجريات المباراة تمامًا على مرمى فيكاريو، ليسجل باريس هدفين يعيدان الأمل.
باريس يحافظ على هيبة بطل أوروبا
برغم إضاعة فيتينيا أول ركلة ترجيح، بعدما أظهر أسلوبه الغريب في التسديد مساوئه، إلا أن باريس استعاد توازنه مستفيدًا من إهدار فان دي فين وماتياس تيل ركلتيهما لصالح توتنهام.
الفوز منح باريس لقبه الأول في السوبر الأوروبي، ليصبح أول فريق فرنسي يتوج بهذه الكأس منذ انطلاقها عام 1973، وذلك في نسختها الخمسين.
كما واصل باريس سلسلة حفاظ بطل دوري الأبطال على لقب السوبر الأوروبي، وهي السلسلة المستمرة منذ 2020، منذ أن هزم إشبيلية فريق بايرن ميونخ (2-1).
وبهذا رفع أبطال التشامبيونزليج رصيدهم في البطولة إلى 30 لقبًا من أصل 50 نسخة، مقابل 12 مرة لبطل كأس الكؤوس الأوروبية، و8 ألقاب لبطل الدوري الأوروبي.
توتنهام قدم كل شيء إلا الكأس
الاحترام واجب لتوتنهام ومدربه توماس فرانك، الذي واجه فريقًا توّج بخمسة ألقاب من أصل ستة هذا الموسم، وكان قريبًا للغاية من معانقة اللقب لولا الفارق الكبير في جودة البدلاء.
الشوط الأول شهد تفوقًا واضحًا للسبيرز، مع خطورة كبيرة عبر الكرات الثابتة التي سببت أزمة كبيرة لدفاع باريس وحارسه شوفالييه.

من الواضح أن فرانك عمل كثيرًا على استغلال غياب دوناروما، وهو ما ظهر في هدفي فان دي فين وروميرو القادمين من كرات ثابتة متقنة.
لكن دخول بدلاء باريس قلب المعادلة، خاصة بعد خروج ريتشارليسون الذي كان يمثل خط الدفاع الأول عبر ضغطه المستمر على فيتينيا وماركينيوس ومينديش، بينما لم يقدم بديله سولانكي نفس المجهود.
الأمر نفسه حدث مع خروج الثلاثي محمد قدوس وبابي سار وبالينيا، إذ فقد توتنهام السيطرة على الوسط، لتظهر المساحات والثغرات التي استغلها باريس في العودة.
لويس إنريكي يكتب فصلاً جديدًا في تاريخه
تحقيق الرباعية التاريخية مع برشلونة عام 2015 كان كافيًا لكتابة اسم إنريكي بين الكبار، لكن تكرار الإنجاز نفسه تقريبًا مع فريق آخر رفع مكانته ليزاحم أساطير مثل بيب جوارديولا وكارلو أنشيلوتي.
مع باريس، حصد إنريكي 5 بطولات في موسم واحد، ولولا خسارة نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي لكان استحق تمثالًا بجوار تمثال هنري الرابع في باريس.
لكن الوصول للقمة أصعب ما فيه الحفاظ عليها، خاصة مع وجود مشاكل واضحة في الدفاع وحراسة المرمى، إذا استمر غياب دوناروما أو رحيله.
تحذير بأسلوب مبابي لدوناروما

رغم أن شوفالييه كان مسؤولًا جزئيًا عن هدفي توتنهام، خصوصًا الثاني الذي جاء من خطأ فادح، إلا أنه عوّض ذلك بتصديه الحاسم لركلة فان دي فين.
تصدي الحارس الشاب لم يمنح الفريق اللقب فقط، بل أنقذ إدارة باريس من هجوم جماهيري محتمل بسبب قرار استبعاد دوناروما، الذي يماطل في تجديد عقده.
الموقف يعيد للأذهان ما حدث مع مبابي عندما جرى استبعاده من معسكر الإعداد قبل رحيله إلى ريال مدريد، قبل أن يعود للعب موسمًا أخيرًا ناجحًا.
ورغم رحيل مبابي لاحقًا، حقق باريس إنجازات كبرى، وهو السيناريو الذي قد يتكرر مع دوناروما، حتى لو كان خروجه شبه مؤكد.
وعليه، فعلى الحارس الإيطالي التفكير جيدًا في قراره، لأنه بالتأكيد لا يرغب أن تكون نهايته مشابهة لنهاية مبابي مع النادي.